صدر الكتاب في العام 2013، وهو المطبوعة السّادسة ضمن سلسلة إصدارات حوش الفنّ حول الفنّ الفلسطيني، وجاء لاحقاً للمعرض الاستعادي الذي أُقيم للفنان مصطفى الحلّاج في خريف العام 2012، ومتضمّناً لبحث معمّق حول أعماله ومسيرته الفنيّة، في محاولة لمنح هذا الفنّان التقدير الذي يستحقّه كأحد روّاد الحركة التشكيليّة الفلسطينيّة، وتقديراً لدوره في تشكيل ملامح الهويّة البصريّة الفلسطينيّة.
يتضمّن الكتاب مقالات مساهمة لكلّ من الفنّانين تينا شيرويل ورأفت الأسعد، وتناول البحث المتضمّن فيه اللّغة الفنيّة والمعايير الجماليّة في أعمال الحلّاج، كما غطّى موضوعات أعماله، وأساليب معالجته للثيمات المتنوّعة، والتقنيّات المستخدمة في إنتاج رؤيته الفنيّة، ومن ثمّ ربطها بالسياق السياسي والاجتماعي الذي أنتج الفنّان عبره.
هذا الكتالوغ هو بمثابة خطوة أولى باتجاه توثيق إنتاج الحلّاج، وإتاحته للبحث والنقاش والنقد، وتسليط الضوء على رؤيته الفنيّة الفريدة، بما يحتويه من مقالات نقديّة وتحليليّة، ومقابلات معه ومع أصدقائه، تُضاف إليها مادّة بصريّة غنيّة.
يعتبر الحلّاج من روّاد الحركة الفنيّة الفلسطينيّة في الشتات، ومن أوائل من ساهموا في تشكيل معالم فنّ المقاومة. بعد تهجيره من قريته سَلَمِة، قضاء يافا. تنقّل بين القاهرة وبيروت ودمشق، وتواصل إنتاجه في النحت والرسم والطباعة عبر محطّات حياته المختلفة، كما تواصل تبعثُر هذا الإنتاج، إذ تعرّض جزء كبير من أعماله للمصادرة والضياع والتلف بسبب حوادث متكرّرة، كان منها فُقدان ما يقارب 2500 لوحة حفر خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وآخرها اشتعال النار في محترفه في دمشق في العام 2002، والذي أودى بحياته أثناء محاولته إنقاذ الأمتار الأخيرة من الجداريّة، آخر أعماله وأكثرها طموحاً.
